بيرو تعلن الطوارئ في 100 منطقة بسبب الفيضانات والأمطار الغزيرة
بيرو تعلن الطوارئ في 100 منطقة بسبب الفيضانات والأمطار الغزيرة
تسببت الأمطار الغزيرة والفيضانات في أضرار جسيمة للمنازل والطرق والبنية التحتية للمدارس والمراكز الصحية والصرف الصحي في منطقتي بيورا وتومبيس الشماليتين، ما جعل الحكومة البيروفية تعلن حالة الطوارئ، حسب ما قالت صحيفة إنفوباى الأرجنتينية.
وتحافظ حكومة بيرو على إعلان حالة الطوارئ في 100 منطقة من 17 مقاطعة في جميع أنحاء البلاد بسبب الأمطار الغزيرة التي هطلت منذ الأسبوع الماضي، ما تسبب في فيضان الأنهار والانهيارات الأرضية والفيضانات.
أصدر المعهد الوطني للدفاع المدني (Indeci) في ذلك البلد تنبيها يشير إلى أن 444 منطقة معرضة لخطر التعرض لانهيارات أرضية أو تحركات أخرى، وفقا لسيناريو المخاطر الذي أعده المركز الوطني للتقدير والوقاية والحد من مخاطر الكوارث (Cenepred).
أفادت الهيئة الوطنية للأرصاد الجوية والهيدرولوجيا في بيرو، اليوم الثلاثاء، بأن العديد من مناطق البلاد، خاصة في الشمال والأمازون، تأثرت خلال الأسبوع الماضي بالأمطار، التي تزايدت بسبب تأثير ظاهرة النينو المناخية.
وبحسب تقارير السلطات، فإن مدينة إيناباري الأمازونية، الواقعة في منطقة مادري دي ديوس والتي تشترك في الحدود مع البرازيل، غمرتها المياه بالكامل.
وسجلت بلدية برازيليا التابعة لولاية أكري في البرازيل، أكثر من 800 شخص تم إجلاؤهم، وغمرت المياه مئات المنازل والشركات.
وكانت بيرو في الشهر الماضي تعاني ارتفاع درجات الحرارة بشكل كبير، ولقي ثلاثة أشخاص على الأقل مصرعهم في بيرو بسبب التعرض لضربة شمس، حيث تعاني البلاد من موجة حر شديدة، وأصدر المركز الوطني لعلم الأوبئة والوقاية من الأمراض ومكافحتها تحذيرا، مشددا على اتباع إجراءات المراقبة والوقاية والسيطرة التي يجب عليهم اعتمادها.
وأشارت صحيفة “لا ريوبليكا” البيروفية إلى أن درجات الحرارة تجاوزت الـ40 درجة مئوية، في بداية الصيف، وهذا يحدث لأول مرة في مثل هذه الفترة.
التغيرات المناخية
شهدت الأرض مؤخرا مجموعة من الظواهر المناخية الشديدة التطرف، مثل الفيضانات وموجات الحر والجفاف الشديد وارتفاع نسبة التصحر، والأعاصير، وحرائق الغابات، كل هذا بسبب ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية بنحو 1.1 درجة مئوية منذ بداية عصر الصناعة، ويتوقع أن تستمر درجات الحرارة في الارتفاع ما لم تعمل الحكومات على مستوى العالم من أجل خفض شديد للانبعاثات.
وتحذر الدراسات العالمية من ظاهرة التغير المناخي وارتفاع درجة حرارة الكوكب، لما لها من تأثير مباشر على هطول الأمطار الغزيرة والسيول والفيضانات والجفاف والأعاصير والتصحر وانتشار الأوبئة والأمراض وكذلك على الحياة البرية وحركة الهجرة والأنشطة البشرية.
وأكد خبراء في مجال البيئة خطورة حرائق الغابات والتي يترتب عليها فقدان أكبر مصنع لإنتاج الأكسجين بالعالم مقابل ارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون، ما ينذر بتصاعد ظاهرة الاحتباس الحراري.
اتفاق تاريخي
وفي ديسمبر 2023، تبنت دول العالم بالتوافق أول اتفاق تاريخي بشأن المناخ يدعو إلى "التحوّل" باتجاه التخلي تدريجيا عن الوقود الأحفوري -بما يشمل الفحم والنفط والغاز- الذي يعد مسؤولاً عن الاحترار العالمي.
وأقر النص المنبثق من مفاوضات مطولة وصل خلالها المفاوضون الليل بالنهار في إطار مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (كوب 28) الذي عقد في دبي بالإمارات، بالتوافق ومن دون أي اعتراض من بين نحو مئتي دولة حاضرة في الجلسة الختامية للمؤتمر.
ودعا النص الذي تفاوض المندوبون الإماراتيون على كل كلمة فيه، إلى "التحوّل بعيدًا عن استخدام الوقود الأحفوري في أنظمة الطاقة، بطريقة عادلة ومنظمة ومنصفة، من خلال تسريع العمل في هذا العقد الحاسم من أجل تحقيق الحياد الكربوني في عام 2050 تماشيًا مع ما يوصي به العلم".